اللهم صل على محمد و آل محمد
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
((( الخلفاء العباسيين والمهدي ( عليه السلام )))
س85 : قد عرفنا عند قراءتنا للتاريخ أن المعتمد والراضي , بل المقتدر أيضا على احتمال كبير , كانوا يعلمون بالاتجاه الذي يسير فيه خط الائمة ( عليهم السلام ) أي علمهم بسفراء الامام المهدي ( عليه السلام ) , فهل كان الخلفاء الاخرون يعلمون بذلك أيضا , أم أن هذا العلم خاص بهؤلاء ؟
الجواب : إننا حيث عرفنا الجهل التام بحال السفراء , من سائر القواعد الشعبية الموالية للدولة , بمختلف طبقاتها فإنه لا يبقي أي دليل على اطلاع جميع الخلفاء بذلك .
فإن الخلفاء لم يكونوا يتقابلون أثناء انتهاء خلافة أحدهم وبدء عهد الاخر .... لكي نفترض أنه أسرّ له بهذا الامر . بل إن الخليفة منهم يتولىّ منصبه أما بعد موت الاخر , أو بعد أن يشارك في عزل سلفه , وقتله وفي كلا الحالين لم يكن الظرف يسمح بمثل تلك المقابلة .
وهناك أسباب يتعين بها أن يكون هؤلاء الخلفاء العالمين بخبر السفراء , هم وحدهم المطّلعون على ذلك .. إلا أن يكون غيرهم قد سلك نفس سبيلهم في الاطلاع على الخبر ... وهذا لم يرد في التاريخ ما يدل عليه .
كما يتعين ايضا أن يكون الخليفة العالم بالخبر حريصا على عدم التصريح به أمام أي شخص . إذ لوصرح به أمام بطانته وخاصته لانتشر الخبر , ولبدأت الحملات القوية ضد السفراء من حيث أن القواد والموالي كانوا أشد تطرفا من أشخاص الخلفاء في ذلك . ولكان هذا القول من الخليفة أحسن مستمسك ضده من قبل مواليه ومعارضيه على حد سواء .
::
س86 : إن هؤلاء الخلفاء من أين علموا بذلك , ومن أي طريق وصلهم الخبر ؟
الجواب : إن هؤلاء الخلفاء الاثنين أو الثلاثاء , قد عرفوا حال السفراء قبل توليهم للخلافة , وتصيدوا أخبارهم عن طريق اتصالهم ببعض القواعد الشعبية للسفير , من عامتهم أو خاصتهم , ممن يكون مسبوقا بالخبر .
ولا يمكن أن نفرض أي احتمال آخر لان سائر الاحتمالات يمكن سدها فيكون المتعين جزما كما سبق ..أن يكون الراضي أو المقتدر قد استقيا معرفتهما عن هذا الطريق ... حيث كانا قبل خلافتهما يعيشان العقيدة على البساطة والصفاء بعيدا عن جو الدولة الصاخب , فامتزجا بعلماء الخاصة فأحسوا منهما الانفتاح والميل الى حد ما , فزرفوا إليهما بعض ما يعتبر سراًّ عن الاخرين كاسم السفير وعمله .
::
س87 : إنهم اذا عرفوا ذلك , فلماذا أغضّوا النظر عن السفراء , وام يلقوا القبض عليهم ,لاجل فصلهم عن قواعدهم الشعبية أولا واستجوابهم عن الامام المهدي ثانيا . تمشيا مع الخط العام للدولة في محاربة الخط العام للائمة ( عليهم السلام ) ؟
الجواب : إن الخليفة العالم بأمر السفراء , لما لم يصبح عالما بأمرهم إلا بعد كونه منفتحا على خطهم ومطمئنا أليه بقليل أو بكثير . فهو لا يستطيع التخلص نفسيا وفكريا من هذا الاطمئنان , بعد توليه للخلافة .
إذن فبالرغم من كونه يجد نفسه عالما بحقيقة السفراء أو مسؤولا عن حماية خط الخلافة العباسي . إلا أنه يمس بالمسئولية أيضا تجاه السفراء , في حفظهم والستر عليهم , وفاء للخط الذي انفتح عليه قبل خلافته , وفي الحدود التي لا تنافي الامن العام في الدولة .
ومعه فهولا يصرح برأيه لاحد من خاصته , حفاظا على السفراء من أعدائهم لانهم لو عرفوهم لقتلوهم , وحفاظا على نفسه أيضا لانهم لو علموا به لما انتخبوه .
وإن غضينا النظر عن الوجه الاول فنفترض الخليفة عالما بسفارة السفراء , وغير حريص على الوفاء معهم , بل يرى السير على خط الدولة الذم والمحافظة على أمنها وصيانتها أرجح .
إلا أننا نقول : الخليفة لم يكن يجد القدرة أو لم يكن يجد المصلحة في أن تفتح الدولة جبهة جديدة للحرب , بتجديد الحملات ضد السفراء , وما يحتمله من استتباع ذلك من تحركات وإراقة دماء في نفس العاصمة بغداد ... مسكن الخلافة والسفراء , وما قد يستتبعه من ثورات في الاطراف من قبل المخلصين الداعين الى الرضا من آل محمد .
::
س88 : إن الخليفة على فرض انفتاحه على خط السفراء وميله إليه , كيف رضي بأن يتولّى الخلافة , ولماذا لم يسلّمها إلى من يرى أنها حقّه بعد أن تولاها ؟
الجواب : أننا إن فرضنا أن الخليفة كان قد أصبح قبل خلافته شيعيا ًمخلصا تماما .. إذن فقد يصبح معرضا للقتل على تقدير تصريحه برأيه ورفضه للخلافة . على أنه . لو كان كذلك . لعلم أنه ليس هناك من يدفع الخلافة إليه , فإن المهدي ( عليه السلام ) غائب والسفير غير مامور بتولي الخلافة .. كما أنه ليس هناك من يقبل تنازله عنها فإنه لو تنازل يعود الحكم الى شخص عباسي آخر , لا الى من يعتقده أهلا لذاك . ولعله يكون أسوأ اتجاها ضد السفراء منه فيما إذا تولاها .
وإن لم نفرض في مثل هذا الخليفة ذلك , ولا حاجة إلى مثل هذا الافتراض بطبيعة الحال , بل يكفي فيه افتراض كونه وفيا للصحبة السابقة مع الخاصة , محترما لعلمهم وتقواهم ... فإنه لا يحتمل في حقه رفض الخلافة حين تعرض عليه , بما فيها من ملك وقوة وإغراء . فإنها مما تنال بالسيف وتهرق في سبيلها الدماء , فكيف إذا حصل عليها بطريق سهل بسيط .
::
.. هذا كل ما يختص بالخلفاء العباسيين والمهدي ( عليه السلام ) وفي الغد سنتحدث عن (( شرائط الظهور وعلاماته )) ..
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
((( الخلفاء العباسيين والمهدي ( عليه السلام )))
س85 : قد عرفنا عند قراءتنا للتاريخ أن المعتمد والراضي , بل المقتدر أيضا على احتمال كبير , كانوا يعلمون بالاتجاه الذي يسير فيه خط الائمة ( عليهم السلام ) أي علمهم بسفراء الامام المهدي ( عليه السلام ) , فهل كان الخلفاء الاخرون يعلمون بذلك أيضا , أم أن هذا العلم خاص بهؤلاء ؟
الجواب : إننا حيث عرفنا الجهل التام بحال السفراء , من سائر القواعد الشعبية الموالية للدولة , بمختلف طبقاتها فإنه لا يبقي أي دليل على اطلاع جميع الخلفاء بذلك .
فإن الخلفاء لم يكونوا يتقابلون أثناء انتهاء خلافة أحدهم وبدء عهد الاخر .... لكي نفترض أنه أسرّ له بهذا الامر . بل إن الخليفة منهم يتولىّ منصبه أما بعد موت الاخر , أو بعد أن يشارك في عزل سلفه , وقتله وفي كلا الحالين لم يكن الظرف يسمح بمثل تلك المقابلة .
وهناك أسباب يتعين بها أن يكون هؤلاء الخلفاء العالمين بخبر السفراء , هم وحدهم المطّلعون على ذلك .. إلا أن يكون غيرهم قد سلك نفس سبيلهم في الاطلاع على الخبر ... وهذا لم يرد في التاريخ ما يدل عليه .
كما يتعين ايضا أن يكون الخليفة العالم بالخبر حريصا على عدم التصريح به أمام أي شخص . إذ لوصرح به أمام بطانته وخاصته لانتشر الخبر , ولبدأت الحملات القوية ضد السفراء من حيث أن القواد والموالي كانوا أشد تطرفا من أشخاص الخلفاء في ذلك . ولكان هذا القول من الخليفة أحسن مستمسك ضده من قبل مواليه ومعارضيه على حد سواء .
::
س86 : إن هؤلاء الخلفاء من أين علموا بذلك , ومن أي طريق وصلهم الخبر ؟
الجواب : إن هؤلاء الخلفاء الاثنين أو الثلاثاء , قد عرفوا حال السفراء قبل توليهم للخلافة , وتصيدوا أخبارهم عن طريق اتصالهم ببعض القواعد الشعبية للسفير , من عامتهم أو خاصتهم , ممن يكون مسبوقا بالخبر .
ولا يمكن أن نفرض أي احتمال آخر لان سائر الاحتمالات يمكن سدها فيكون المتعين جزما كما سبق ..أن يكون الراضي أو المقتدر قد استقيا معرفتهما عن هذا الطريق ... حيث كانا قبل خلافتهما يعيشان العقيدة على البساطة والصفاء بعيدا عن جو الدولة الصاخب , فامتزجا بعلماء الخاصة فأحسوا منهما الانفتاح والميل الى حد ما , فزرفوا إليهما بعض ما يعتبر سراًّ عن الاخرين كاسم السفير وعمله .
::
س87 : إنهم اذا عرفوا ذلك , فلماذا أغضّوا النظر عن السفراء , وام يلقوا القبض عليهم ,لاجل فصلهم عن قواعدهم الشعبية أولا واستجوابهم عن الامام المهدي ثانيا . تمشيا مع الخط العام للدولة في محاربة الخط العام للائمة ( عليهم السلام ) ؟
الجواب : إن الخليفة العالم بأمر السفراء , لما لم يصبح عالما بأمرهم إلا بعد كونه منفتحا على خطهم ومطمئنا أليه بقليل أو بكثير . فهو لا يستطيع التخلص نفسيا وفكريا من هذا الاطمئنان , بعد توليه للخلافة .
إذن فبالرغم من كونه يجد نفسه عالما بحقيقة السفراء أو مسؤولا عن حماية خط الخلافة العباسي . إلا أنه يمس بالمسئولية أيضا تجاه السفراء , في حفظهم والستر عليهم , وفاء للخط الذي انفتح عليه قبل خلافته , وفي الحدود التي لا تنافي الامن العام في الدولة .
ومعه فهولا يصرح برأيه لاحد من خاصته , حفاظا على السفراء من أعدائهم لانهم لو عرفوهم لقتلوهم , وحفاظا على نفسه أيضا لانهم لو علموا به لما انتخبوه .
وإن غضينا النظر عن الوجه الاول فنفترض الخليفة عالما بسفارة السفراء , وغير حريص على الوفاء معهم , بل يرى السير على خط الدولة الذم والمحافظة على أمنها وصيانتها أرجح .
إلا أننا نقول : الخليفة لم يكن يجد القدرة أو لم يكن يجد المصلحة في أن تفتح الدولة جبهة جديدة للحرب , بتجديد الحملات ضد السفراء , وما يحتمله من استتباع ذلك من تحركات وإراقة دماء في نفس العاصمة بغداد ... مسكن الخلافة والسفراء , وما قد يستتبعه من ثورات في الاطراف من قبل المخلصين الداعين الى الرضا من آل محمد .
::
س88 : إن الخليفة على فرض انفتاحه على خط السفراء وميله إليه , كيف رضي بأن يتولّى الخلافة , ولماذا لم يسلّمها إلى من يرى أنها حقّه بعد أن تولاها ؟
الجواب : أننا إن فرضنا أن الخليفة كان قد أصبح قبل خلافته شيعيا ًمخلصا تماما .. إذن فقد يصبح معرضا للقتل على تقدير تصريحه برأيه ورفضه للخلافة . على أنه . لو كان كذلك . لعلم أنه ليس هناك من يدفع الخلافة إليه , فإن المهدي ( عليه السلام ) غائب والسفير غير مامور بتولي الخلافة .. كما أنه ليس هناك من يقبل تنازله عنها فإنه لو تنازل يعود الحكم الى شخص عباسي آخر , لا الى من يعتقده أهلا لذاك . ولعله يكون أسوأ اتجاها ضد السفراء منه فيما إذا تولاها .
وإن لم نفرض في مثل هذا الخليفة ذلك , ولا حاجة إلى مثل هذا الافتراض بطبيعة الحال , بل يكفي فيه افتراض كونه وفيا للصحبة السابقة مع الخاصة , محترما لعلمهم وتقواهم ... فإنه لا يحتمل في حقه رفض الخلافة حين تعرض عليه , بما فيها من ملك وقوة وإغراء . فإنها مما تنال بالسيف وتهرق في سبيلها الدماء , فكيف إذا حصل عليها بطريق سهل بسيط .
::
.. هذا كل ما يختص بالخلفاء العباسيين والمهدي ( عليه السلام ) وفي الغد سنتحدث عن (( شرائط الظهور وعلاماته )) ..
الأحد يونيو 27, 2010 4:07 am من طرف مهدي
» فلاش عاشق الحسين ع
الأحد يونيو 27, 2010 1:17 am من طرف مهدي
» يومي المباهلة و التصدق بالخاتم و إطعام الطعام 24 و 25 من شهر ذي الحجة
الثلاثاء أبريل 27, 2010 11:43 pm من طرف مهدي
» موسوعة الصور الخيالية لأهل البيت عليهم السلام
الأحد فبراير 28, 2010 8:37 pm من طرف مهدي
» الفرق بين معنى (الحية والثعبان) ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام
السبت فبراير 27, 2010 8:13 am من طرف مهدي
» دعاء صاحب الأمر
الجمعة فبراير 26, 2010 10:05 pm من طرف مهدي
» اللهم أصلح
الجمعة فبراير 26, 2010 10:00 pm من طرف مهدي
» صلى عليك مليك السماء
الجمعة فبراير 26, 2010 9:41 pm من طرف مهدي
» دُعاء العهد
الجمعة فبراير 26, 2010 9:29 pm من طرف مهدي