منتديات عشاق ومحبي الحجة صاحب العصر وزمان (عج)

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات عشاق ومحبي الحجة صاحب العصر وزمان (عج)

عجل الله فرجة وسهل الله مخرجة

               

من اقوال ال محمد ص

قال رسول الله(ص):
حسين مني وانا من حسين
أحب الله من احب حسينا
حسين سبط من الأسباط
المناقب ج3 ص226


قال رسول الله(ص):
ان للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة
الخرائج والجرائح ج2 ص841


قال الباقر عليه السلام
ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) دمعة حتى تسيل على خده،بوَّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنهااحقاباً
ينابيع المودة ص357


قال الصادق عليه السلام
ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرض له بدون الجنة
بحار الانوار ج44 ص291


قال الصادق عليه السلام
وانه (الحسين) لينظر الى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: ايها الباكي لو علمت ما اعد الله لك لفرحت اكثر ممّا حزنت وانه ليستغفر له من كل ذنب خطيئة
كامل الزيارات ص 104


قال الامام على بن موسى الرضا عليه السلام:
(ان المحرم شهر كان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرماتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، واضرمت النيران في مضاربنا، وانتهبت ما فيه من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في امرنا، ان يوم الحسين اقرح جفوننا، واسبل دموعنا، واذلّ عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، واورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام).

قال الرضا عليه السلام
ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه
امالي الصدوق ص 114


روي عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام
ان للامام الحسين عليه السلام ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق، مع ما له من الفضائل الأخرى التي يصعب عدّها،قالا عليهما السلام: أن جعل الامامةَ في ذرّيته،والشفاء في تربته،واجابةَ الدعاء عندَ قبره...
اعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص 431


قال الامام الصادق عليه السلام
في طين قبر الحسين عليه السلام شفاءٌ من كلّ داء، وهو الدواء الأكبر
من لايحضره الفقيه ج2 ص362



روي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال:
من ادار سبحةً من تربة الحسين عليه السلام مرّة واحدة بالاستغفار أو غيره، كتب الله له سبعين مرة
مكارم الأخلاق ص 302


قال الامام الصادق عليه السلام
السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينوّر إلى الأرض السابعة
من لايحضره الفقيه ج1 ص 174حديث 725


محرر الهند /غاندي/ كتاب: قصة تجاربي مع الحقيقة:
لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلابد لها من إقتفاء سيرة الإمام الحسين.
وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر

الكاتب الإنجليزي المعروف / جارلس ديكنز:
إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لاأدرك لماذا إصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.

توماس ماساريك :
على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح الا انك لاتجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين عليه السلام. ويبدو ان سبب ذلك يعود إلى ان مصائب الحسين عليه السلام لاتمثل الا قشّة امام طود عظيم.

موريس دو كابري :
يقال في مجالس العزاء ان الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام ولم يرضخ لتسط ونزوات يزيد، اذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الإستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

العالم والأديب المسيحي / جورج جرداق:
حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وأراقه الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على إستعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضا.

المستشرق الإنجليزي /السير برسي سايكوس:
حقاً ان الشجاعة والبطولة التي ابدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى اطرائها والثناء عليها لاإراديا. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لازوال له إلى الأبد.

المفكر المسيحي /انطوان بارا :
لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية، ولأقمنا له في كل ارض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.

الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي /تاملاس توندون:
هذه التضحيات الكبرى من قبيل الشهادة الإمام الحسين (ع) رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد وتذكر على الدوام.

المستشرق الإنجليزي/ ادوار دبراون:
وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم انكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.

المستشرق الألماني/ ماربين:
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.

الآثاري الإنكليزي/ وليم لوفتس:
لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.

الكاتبة الإنكليزية/ فريا ستارك:
إن الكاتبة الإنكليزية القديرة فريا ستارك كانت قد كتبت فصلاً صغيراً عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم (صور بغدادية) صفحة (145- 150) طبعة كيلد يوكس1947م، وقد يسمى كتابها (مخططات بغداد)، وتبدأ هذا الفصل بقولها: إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها.. وتأتي المس فريا ستارك على ذكر واقعة الطف ومصيبة أهل البيت وإحاطة الأعداء حول الإمام الحسين (ع) ومنعهم إياه عن موارد الماء فتقول:
على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه.. بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبل (1257) سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء..

كاتب مصري /عبدالرحمن الشرقاوي :
الحسين شهيد طريق الدين والحرية ولايجب أن يفتخر الشيعه وحدهم باسم الحسين عليه السلام بل يجب أن يفتخر به جميع أحرار العالم بهذا الإسم الشريف.

العالم والفيلسوف المصري /العلامه الطنطاوي:
الملحمة الحسينيه تبعث في الأحرار شوقا للتضحيه في سبيل الله وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهاده.

المستشرق الألماني/ كارل بروكلمان / كتاب: تاريخ الشعوب الإسلامية:
الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين بن علي قد عجلت في التطور الديني لحزب علي، وجعلت من ضريح الحسين في كربلاء أقدس محجة..

الآثاري الإنكليزي/ وليم لوفتس /كتاب: الرحلة إلى كلدة وسوسيان:
لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.

الباحث الإنكليزي/ جون أشر /كتاب: رحلة إلى العراق:
إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..

المستشرق الهنغاري/ أجناتس غولدتسيهر /كتاب: العقيدة والشريعة في الإسلام.:
قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً..

المستشرق الهولندي/ رينهارت دوزي /كتاب: تاريخ مسلمي أسبانيا:
لم يتردد الشمر لحظة في الإشارة بقتل حفيد الرسول حين أحجم غيره عن هذا الجرم الشنيع.. وإن كانوا مثله في الكفر..

المستشرق الفرنسي/ هنري ماسيه /كتاب: الإسلام:
في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم، لكنه لم يستجب، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية..

الكاتب الإنكليزي/ توماس لايل:
ذكر مستر توماس لايل الذي اشتغل في العراق معاوناً للحاكم السياسي في الشامية والنجف بين سنتي 1918- 1921 ومعاوناً لمدير الطابو في بغداد وحاكماً في محاكمها المدنية في كتابه (دخائل العراق ص57-76) بعد أن شهد مجالس الحسين ومواكب العزاء..
...ولم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء ومازلت أشعر بأنني توجهت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم، بوسعهما أن يهزا العالم هزاً فيما لو وجها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين..

الآثاري الإنكليزي/ ستيون لويد / كتاب: تاريخ العراق من أقدم العصور إلى يومنا هذا/ أو الرافدان.:
حدثت في واقعة كربلاء فظائع ومآسٍ صارت فيما بعد أساساً لحزن عميق في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام.. فلقد أحاط الأعداء في المعركة بالحسين وأتباعه، وكان بوسع الحسين أن يعود إلى المدينة لو لم يدفعه إيمانه الشديد بقضيته إلى الصمود ففي الليلة التي سبقت المعركة بلغ الأمر بأصحابه القلائل حداً مؤلماً، فأتوا بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم فحضروه في ساعة من الليل، وجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وأضرموا فيه النار لئلا يهاجموا من الخلف.. وفي صباح اليوم التالي قاد الحسين أصحابه إلى الموت، وهو يمسك بيده سيفاً وباليد الأخرى القرآن، فما كان من رجال يزيد إلا أن وقفوا بعيداً وصّوبوا نبالهم فأمطروهم بها.. فسقطوا الواحد بعد الآخر، ولم يبق غير الحسين وحده.. واشترك ثلاثة وثلاثون من رجال بني أمية بضربة سيف أو سهم في قتله ووطأ أعداؤه جسده وقطعوا رأسه..

العالم الانثروبولوجي الأمريكي/ كارلتون كون/ كتاب: القافلة.. أو قصة الشرق الأوسط.:
إن مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة..

المستشرق الألماني/ يوليوس فلهاوزن /كتاب: نهضة الدولة العربية.:
بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً، فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت (ع)..

المستشرق الإنكليزي/ د. ج. هوكارت / كتاب: الجزيرة العربية.:
دلَّت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره، كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة..
الباحثة الإنكليزية/ جرترود بل/ كتاب: من أموراث إلى أموراث.:
لقد أصبحت كربلاء مسرحاً للمأساة الأليمة التي أسفرت عن مصرع الحسين..

الكاتب المؤرخ الإنكليزي/ برسي سايكس/ كتاب: تاريخ إيران- ص542.:
إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا..
العالم الإيطالي/ الدومييلي/ كتاب: العلم عند العرب :
نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي، وخلفت وراءها فتنة عميقة الأثر، وعرضت الأسرة الأموية في مظهر سييء.. ولم يكن هناك ما يستطيع أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولايتهم..

المستشرق الأمريكي/ غوستاف غرونيبام( أستاذ ألماني الأصل هاجر إلى الولايات المتحدة/ كتاب: حضارة الإسلام):
الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بنفس العنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة، وأضاف قائلاً: إن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثَّرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.

المؤرخ الإنكليزي/ جيبون( نسب إليه الأستاذ الهندي /سيد أمير علي في كتابه مختصر تاريخ العرب، هذا القول):
إن مأساة الحسين المروّعة - على الرغم من تقادم عهدها - تثير العطف وتهز النفس من أضعف الناس إحساساً وأقساهم قلباً..

الأستاذ الهندي /سيد أمير علي/ كتاب: مختصر تاريخ العرب:
إن مذبحة كربلاء قد هزت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً، ساعد على تقويض دعائم الدولة الأموية

هربرت سبنسر /كتاب :الملحمة الحسينية ج3 ص 66:
إن أرقى ما يأمل الوصول اليه الرجال الصالحون هو المشاركة في صناعة الإنسان الآدمي، أي الاشتراك في خلق جيل صالح، بينما مدرسة الحسين ليست فقط مدرسة تنبذ المذنبين ولا يمكن لها أن تكون من صانعيهم، بل إنّها لا تكتفي بكونها تسعى لخلق جيل صالح، إنّها مدرسة لتخريج المصلحين

المواضيع الأخيرة

» صور الاطهار
الصبر والشكر والرضا Emptyالأحد يونيو 27, 2010 4:07 am من طرف مهدي

» فلاش عاشق الحسين ع
الصبر والشكر والرضا Emptyالأحد يونيو 27, 2010 1:17 am من طرف مهدي

» يومي المباهلة و التصدق بالخاتم و إطعام الطعام 24 و 25 من شهر ذي الحجة
الصبر والشكر والرضا Emptyالثلاثاء أبريل 27, 2010 11:43 pm من طرف مهدي

» موسوعة الصور الخيالية لأهل البيت عليهم السلام
الصبر والشكر والرضا Emptyالأحد فبراير 28, 2010 8:37 pm من طرف مهدي

» الفرق بين معنى (الحية والثعبان) ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام
الصبر والشكر والرضا Emptyالسبت فبراير 27, 2010 8:13 am من طرف مهدي

» دعاء صاحب الأمر
الصبر والشكر والرضا Emptyالجمعة فبراير 26, 2010 10:05 pm من طرف مهدي

» اللهم أصلح
الصبر والشكر والرضا Emptyالجمعة فبراير 26, 2010 10:00 pm من طرف مهدي

» صلى عليك مليك السماء
الصبر والشكر والرضا Emptyالجمعة فبراير 26, 2010 9:41 pm من طرف مهدي

» دُعاء العهد
الصبر والشكر والرضا Emptyالجمعة فبراير 26, 2010 9:29 pm من طرف مهدي

picture

 

clock0

dat


    الصبر والشكر والرضا

    اميره الورد
    اميره الورد


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 56213
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/01/2009

    ايقونه الصبر والشكر والرضا

    مُساهمة من طرف اميره الورد السبت ديسمبر 05, 2009 11:36 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الصبر والشكر والرضا
    الصبر على البلاء، والشّكر على النعماء،والرّضا بالقضاء.
    فأوصيك بُنيّ بذلك، فإنّه من أعظم أسباب الفرَج، وإن عباداً نالوا المراتب العالية في الدّارين به، كما لا يخفى على من راجع حال الماضين.
    ولقد أجاد من قال:


    ترَدَّ رِدَاءَ الصبر عند النوائبِ .......تَنَلْ مِن جميل الصبر حُسن العواقبِ

    واجعل بُنيّ نفسَك طيّبة بالصدمات على نحو طِيبها بالنعم.
    واجعل كلّ ما يختاره لك من الصحّة والسقم، والعافية والبلاء، والشباب والهرم، والقوّة والضعف، والغنى والفقر.. ونحوها محبوباً لك، لأنّه ممّا اختاره لك حكيمٌ عالم بالعواقب، محبّ لك، أرأف بك من أبوَيك ونفسك.. فهو عين صلاحك.
    واحبس بُنيّ نفسك من الجزع عند المصيبة والمكروه، والفزع منه، وارضَ بما يفعله الحكيم الرؤوف تعالى شأنه، واترك الشكوى والإخبار بالسوء بما يصيبك. وقد نُقل أنّ سيد الساجدين عليه السّلام قال:


    فإذا بُليتَ بعثرة فاصبر لها............صَبْرَ الكريم، فإنّ ذلك أحزمُ


    لا تشكُوَنّ إلى الخلائق إنّما...........تشكو الرحيمَ إلى الّذي لا يرحمُ


    وطيّبْ بُنيّ نفسك بالضراء كطيبها بالسرّاء، وبالفاقة كطيبها بالغَناء، وبالبلاء كطيبها بالعافية.. وهكذا. وقد قالوا عليهم السّلام ما معناه: إنّ الصبر صبر على ما تكره من بلاء وشدّة، وصبر على طاعة الله سبحانه، وهو أفضل من الأول، وأفضل منه الصبر على ترك ما حرّم الله تعالى(43).
    ورُوي عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنه قال: « إن مَن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها، كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء و الأرض. ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستّمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تُخوم الأرض إلى العرش. ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بَين تُخوم الأرض إلى منتهى العرش »(44).

    مراتب الصبر وأنواعه
    ذكر علماء الأخلاق للصبر مراتب:
    الأولى: الصبر عن الرّكون إلى ما يوافق الهوى.. من الصحّة والسلامة، والمال والجاه، وكَثرة العشيرة، واتّساع الأسباب، وسائر ملاذّ الدنيا. وما أحوج العبد إلى الصبر عن هذه الأمور، وضبط نفسه عن الركون إليها والانهماك فيها المؤدّي إلى الطغيان.
    الثانية: الصبر على الطاعة.. وهو شديد؛ لأنّ النفس بطبعها تنفر من العبوديّة، وتشتهي الربوبيّة. ولذلك قيل: ما من نفس إلاّ وهي مضمِرة ما أظهره فرعون، ولكن فرعون وجد مجالاً فأظهره. وما من أحد إلا ويدّعي ذلك مع عبيده وخدمه وأتباعه وإن كان ممتنعاً من إظهاره، ولذا ترى غيظه عند تقصيرهم في خدمته، فإنّ ذلك ليس إلاّ من الكبر.
    واعلم بُنيّ أنّ الصبر على الطاعة لازم قبل العمل وحالَه وبعدَه:
    أمّا قبله؛ فلتصحيح النيّة.
    وأمّا حالَه؛ فلِكي لا يغفل عن ذكر الله تعالى، ولا يستعمل الرياء.
    وأمّا بعده؛ فلكي لا يستعمل العُجْب ونحوه ممّا يُفسده.
    الثالثة: الصبر عن ارتكاب المعاصي؛ فإنّ العبد في غاية الحاجة إلى ذلك، وذلك أنّ المعاصي ـ سيّما الكذب والغيبة والنميمة والبهتان ـ مألوفة بالعادة، والعادة طبيعة ثانية، فإذا انضافت إلى الشهوة تظاهرَ جُندان من جنود الشيطان على جُند الله عزّوجلّ، وكلّما كان الذنب ألذّ على النفس كان الصبر عنه أصعب.
    الرابعة: ما ليس هجومه تحت اختياره ـ كما لو أُوذي بفعل أو قول ـ فإنّ الصبر عليه بتَرْك المكافأة حسن جميل.
    فعليك بُنيّ بالصبر عمّن أساء إليك، وإيكال الأمر إلى الله سبحانه، وعدم التعرّض للمسيء بوجهٍ وإن قدرت على أخذ الثار والمكافأة؛ فإنّ التجربة الأكيدة ـ فضلاً عن الأخبار(45) ـ قد قضت بأنّ الله تعالى خير مكافئ في الدّنيا قبل الآخرة، وخير منتصر للمظلوم من الظالم ولو بعد حين.
    الخامسة: ما لا يدخل تحت الاختيار أوّله ولا آخره: كالمصاب في مثْل فقْد الأعزّة والأحباب، وتلف الأموال، وزوال الصحّة، وعمى العين، وفساد الأعضاء، والفقر والفاقة.. وأشباه ذلك. والصبر على ذلك صعب غالباً، ولكنّ أجره عظيم، حتّى قال جَلّ ذكره: « الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهم مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلّهِ وإنّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن ربّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ »(46).
    واعلم بُنيّ ـ رزقك الله تعالى الصبر بأقسامه ـ أنّ الصبر عند المكاره يحصل بملاحظة أمور تجعل مرارته عند أهله أحلى من العسل:
    أحدها: ما ورد من جزيل الثواب الأُخرويّ؛ فقد استفاضت الأخبار بأنّ الصابرين يدخلون الجنّة بغير وقوف في العرصات، ولا نَصْب ميزان، ولا نَشْر ديوان ولا حساب(47).
    وورد أنّ « مَن صبر نال بصبره درجة الصائم القائم، ودرجة الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قُدّام آل محمّد صلّى الله عليه وآله »(48).
    وأنّ « الصبر عل الفاقة جهاد »، وأنّه « أفضل من عبادة ستين سنة ».
    وأنّ « من ابتُلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد.. ».
    .. إلى غير ذلك من الأجور المتقدّم بعض منها.
    ثانيها: ما يترتب عليه بالتجربة من نيل المراتب العالية.
    ثالثها: تفاني المحنة بمرور الآنات، وفناء العمر على كلّ حال، وأنّ الساعة التي تمضي لا يبقى سرورها ولا ألمها، والّتي تأتي لا تدري ما هي، وإنّما هي ساعتك الّتي أنت فيها.
    رابعها: عدم حصول نتيجة للجزع والفزع والشكوى إلاّ قلّة الأجر، فإنّ المقدَّر كائن، وقضاء الله لا يُرَدّ ولا يبدَّل، والعبد مملوك لا يقدر على شيء أبداً.
    خامسها: ملاحظة حال الممتحَنين بأعظم من امتحانه، الصابرين عليه أجمل صبر.
    سادسها: ملاحظة أنّ الابتلاء من السعادة، وأنّ البلاء للولاء، بل شدة البلاء للمؤمن تكشف عن شدة القُرب إليه تعالى.
    سابعها: تذكّرُ أنّ ذلك من الحكيم الرؤوف، وأنّه لا يختار لعبده إلاّ ما فيه صلاحه، وأنه غنيّ على الإطلاق، وأنه على كلّ ما يشاء قدير.
    ثامنها: تذكّر أنّ ذلك تزكية لنفسه.
    تاسعها: أنّه لا أثر للشكوى إلاّ فرح العدوّ وحزن الصديق.
    عاشرها: أنّ الصبر محمود العاقبة حتّى في الدنيا، كما يستفاد من الأخبار وقضايا الصابرين، ألا ترى أنّ صبر يوسف عليه السّلام عن معصية الله تعالى وعلى المحن كيف أدى إلى بلوغه الغاية القصوى من العزّ، ومن تَصيير الجبّار العاتي له عبداً بعد أن كان له مالكاً، والإخوة له حقراء، وزليخا له ذليلة جالسة في طريقة، ونال منها بنهاية العزّ بعد عود شبابها وجمالها وعينها إليها، كما لا يخفى على من راجع الأخبار الواردة في تفسير سورة يوسف(49).
    وكذلك أيّوب عليه السّلام؛ رَدّ الله ـ بصبره ـ إليه ما فاته من الصحّة والأولاد والأزواج، وأعطاه أموالاً جزيلة، وأمطر في داره جراداً من ذهب(50).
    وقضايا حُسن نتيجة الصبر كثيرة مذكورة في المفصّلات.
    وعليك بُنيّ عند المصيبة بتذكر مصائب أهل البيت عليهم السّلام؛ إذ ما من مصيبة إلاّ وفيهم أتمّ فرد منها، فإذا تذكّرت مصائبهم العظام ـ وهم سادات الأنام، ولأجلهم خلِقَت الدنيا ومَن فيها(51) ـ هانت عليك مصيبتك، ولقد أجاد من قال:

    أنْسَتْ رزيّتُكم رزايانا الّتي ........سَلَفَتْ، وهَوَّنت الرزايا الآتيهْ



    اميره الورد
    اميره الورد


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 56213
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/01/2009

    ايقونه رد: الصبر والشكر والرضا

    مُساهمة من طرف اميره الورد الأحد ديسمبر 06, 2009 12:07 am

    وإيّاك بُنيّ أن يكون صبرك صبر بعض العوام، وهو حبس النفس على وجه التجلّد، فإنّه رياء محض، بل ليكن صبرك ـ أقلاً ـ صبر المتّقين؛ وهو ما كان لتوقّع أجر الآخرة، وأجود منه صبر العارفين، وهو التلذّذ بالمكروه بالنظر إلى كونه من المحبوب الرؤوف العالم بالعواقب.
    واعلم بُنيّ أنّ الصبر لا ينافي البكاء على المصيبة، ألا ترى إلى أنّ سيد الكونين صلوات الله عليه وآله بكى في وفاة ولده إبراهيم، فقيل له ما معناه: إنّك تأمرنا بالصبر فما هذا البكاء ؟! فزجر صلّى الله عليه وآله القائل بقول معناه ـ: « ويحك! القلب يحترق، والعين تدمع، وإنّما لا نتكلم بما يُسخط الربّ ولا يرضيه » (52).
    وعليك بُنيّ عند المصيبة مَن إكثار الاسترجاع كي يكون لك بمقتضى الآية الكريمة(53) صلواتٌ من ربّك ورحمة، وتكون مِن المهتدين، وإكثار تذكّر حال الصابرين السابقين حتّى يكون الصبر مَلَكة لك.
    واعلم بُنيّ أنّه قد رُوي عن مولانا الصادق عليه السّلام أن عند فناء الصبر الفَرَج(54)، والتجربة أيضاً تشهد بذلك، وبأنّ لكلّ عسر يسراً(55).
    ولقد أجاد من قال(56):


    وكم للهِ مِن لُطفٍ خفيِّ ................يَدقُّ خَفَاهُ عن فهمٍ الذكيِّ

    وكم يُسرٍ أتى مِن بَعْد عُسرٍ ............ ففرّجَ كُربةَ القلبِ الشَّجيِّ

    وكم أمرٍ تُسَاءُ بهِ صباحاً............. فتأتيكَ المَسَرّةُ بالعَشيِّ

    إذا ضاقت بكَ الأحوالُ يوماً............ فثِقْ بالواحدِ الفَردِ العَليِّ

    ولا تَجزَع إذا ما آبَ خَطبٌ ............. فكم للهِ من لطفٍ خفيِّ

    بل ورد أنّ لكلّ عُسرٍ يُسرَين(57)، كما قال الشاعر:

    إذا ضاقَت بك الدنيا................تفكَّر في « ألم نشرحْ »

    تجد يُسرَينِ بعد العسرِ(58).................إنْ فكّرتَه تَفرَحْ


    واعلم بُنيّ أنّ جملة من محامد الأخلاق ترجع إلى الصبر، لكنّ له بكلّ موردٍ من موارده اسماً:
    فإنْ كان صبراً عن شهوة البطن والفَرْج سُمْي ( عِفّة ).
    وإنْ كان على احتمال مكروه؛ اختلفت أسماؤه باختلاف المكروه الذي عليه الصبر.
    فإنْ كان مصيبة اقتصر على اسم ( الصبر )، ويضادّه: الجزَع.
    وإنْ كان في ترك معصية سُمّي ( التقوى ).
    وإنْ كان في احتمال الغنى سُمّي ( ضبط النفس )، ويضادّه: البطَر.
    وإنْ كان في حرب ومقاتلة سُمّي ( شجاعة )، ويضادّه: الجبن.
    وإنْ كان في كَظْم الغيظ والغضب سُمّي ( حِلماً )، ويضادّه: السفَه.
    وإنْ كان في نائبة من نوائب الدنيا سمّي ( سعة الصدر )، ويضاده: الضجَر،والتبرُّم، وضيق الصدر.
    وإنْ كان في إخفاء كلام سمّي ( كتمان السّر )، ويضادّه: إفشاء السّر.
    وإنْ كان في فُضول العيش سمّي ( زهداً )، ويضادّه: الحِرْص.
    وإنْ كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ سمّي ( قناعة )، ويضادّه: الشرَه.
    .. إلى غير ذلك من الموارد المشروحه في المفصلاّت. ومنها:


    التوكّل
    فكن بُنيّ ـ وفقك الله تعالى لخير الدارين ـ في جميع أمورك متوكّلاً على الله تعالى واثقاً به، لأنّ مجاري الأمور جميعها بيده، وتحت قضائه وتقديره. فبالتوكّل عليه تستريح من الهموم وتعب السعي. فإنّ بين السعي والوصول عموماً من وجهٍ، فإن وافق القضاءُ السعيَ اجتمعا، وإن خالفه افترقا، ففي افتراقهما وعدم النيل تتألم، وفي اتّفاقهما تنال تعباً(59)، بخلاف ما إذا توكّلت على الله تعالى، فإنّه إنْ اقتضى التقدير حصول مرادك نِلتَه بغير تعب، وإن اقتضى عدمه لم تكن متعَباً بالطلب والسعي حتّى تتحسّر على التخلّف، وقد فُسّر قولُه عزّ مِن قائل: «وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ»(60) في أخبار أهل البيت عليهم السّلام بالنظر إلى الأسباب(61).
    فتوكّل بُنيّ في أمورك على اللطيف الخبير، صاحب القضاء والتقدير، واترك الأسباب والاعتماد على غير الله سبحانه، وافرض مَن سواه تعالى أعجزَ من البعوضة.
    ولا يخدعنّك ما يستند إليه القاصرون من أنّ الله تعالى أبى أن يُجري الأمور إلاّ بأسبابها، فإنّ ذلك ناشئ من عدم نَيل المراد بذلك، فإنَّ المراد به أنّ الأمور لا تحصل بغير الأسباب، وأين ذلك من اعتبار تسبيب العبد بنفسه الأسباب ؟! كيف، والأدعية مشحونة بأنّ الله تعالى مسبّب الأسباب من غير سبب. فالّذي أبى جريان الأمور بغير أسبابها هو الذي يُسبّب الأسباب على مقتضى تقديره من غير تسبيب العبد.
    ولا يَغُرّنك ورود الأوامر الأكيدة ـ في غير طالب العلم ـ بطلب الرزق، فإنّ ذلك لإقامة نظم العالم المطلوب لربّ العالَمين جلّ شأنه، ولذا ترى ورود الأوامر الأكيدة بالاقتصاد فيه وعدم الإفراط(62).
    فكن بُنيّ في جميع أمور دنياك ـ من الرزق والعزّ.. ونحوهما ـ معتمداً على الله سبحانه، واثقاً به، مُعرِضاً عن الأسباب، موكّلاً الأمور إلى مسبّبها كما قال الشاعر الناصح:

    كُن عن أمورك مُعرِضا................. وكِلِ الأُمورَ إلى القضا

    فلربّما اتّسعَ المضيق.................وربّما ضاق الفضا

    ولرُبَّ أمرٍ مُتعِبٍ ....................لك في عواقبه رضا

    الله يفعلُ ما يشاء..................فلا تكن متعرّضا

    ألله عوّدكَ الجميل...................فَقِسْ على ما قد مضى

    نعم، إن لم تكن طالب عِلمٍ، فعليك بالكسب بمقدار رفع حاجتك مقتصداً فيه أيضاً، بل المستفاد من الأخبار والتجربة الأكيدة، أنّ تارك الأسباب المتوكّل على الله أحسن حالاً من مرتّبها، وإنّ تسبيبها ـ سيّما ممّن يحبّه عزّوجلّ ـ يوجب إعراض الله تعالى عنه، وإيكاله إلى نفسه، بل منع الأسباب من أن تؤثّر.
    وكفاك بُنيّ في ذلك ما ورد من أنّ يوسف عليه السّلام لو لم يقل: « اِجْعَلْنِي عَلَى خَزائِنِ الأَرْضِ »(63) لَوَلاَّه من ساعته، ولكنّه لمّا سعى في حقّ نفسه، أخّر الله تعالى ذلك سنة(64). وأنّ اعتماده على أحد صاحبيه في السجن، بقوله: «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ»(65) أخّر نجاته سبع سنين، وعاتبه الله تعالى بأنه كيف استعنتَ بغيري ولم تستعن بي، ولم تسألني أن أُخرجك من السجن واستعنت وأمّلت عبداً من عبادي، ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي، ولم تفزع إليّ ؟! إلْبَث في السجن بضع سنين بإرسالك عبداً إلى عبد(66)، ولم ينجُ بعد ذلك إلاّ بالتوكل حيث أتاه جبرئيل عليه السّلام وسأله عن حبّ النجاة، فأوكل ذلك إلى مشيئة الله تعالى فعلّمه جبرئيل عليه السّلام دعاء التوسّل، فدعاء به فنجا(67).


    وكذلك يعقوب عليه السّلام عاتبه الله تعالى في شكايته مصائبَه إلى عزيز مصر، وعدم استغاثته بالله تعالى، ولم يَنْجُ إلاّ بعد الاستغفار والإنابة(68).
    فلا ترفع بُنيّ حاجتك إلى غير الله سبحانه وتعالى، ولا تَشكُ مصائبك إلاّ إليه، فإنه الجواد الكريم، وقد أعطى الله تعالى إبراهيم عليه السّلام منصب الخلّة لأنّه لم يسأل أحداً شيئاً قط(69).
    وقد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « رأيت الخير كُلّه قد اجتمع في قَطْع الطمع عمّا في أيدي الناس »(70).
    وعن الصادق عليه السّلام أنّه قال: « إذا أراد أحدكم أنْ لا يسألَ ربَّه شيئاً إلاّ أعطاه، فلْيَيأس من الناس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلاّ من عند الله، فإذا عَلِم الله ذلك مِن قلبه، لم يسأله شيئاً إلاّ أعطاه »(71).
    وعليك بملاحظة الدعاء الثالث عشر من أدعية الصحيفة السجّاديّة في طلب الحوائج إلى الله عزّوجلّ، والتفكّر فيه وقراءته، حتّى يتبيّن لك صحة ما ذكرتُه لك من مرجوحيّة تسبيب الأسباب(72). ومنها:


    القناعة
    فعليك بُنيّ بها، فإن فيها عِزّ الدارين، وراحة البدن، وذلك أنّك إن تركتَها فربّما التجأتَ إلى ارتكاب ما ينقصك عند العباد في الدّنيا، وما يُوقعك في العذاب في الآخرة، وإلى التعب والعناء.
    ولا أريد بالقناعة الاقتارَ والضيق على العيال حتّى مع اليسار، فإنّ ذلك خلاف التوسعة المندوبة، بل قد يكون تركاً لأداء ميزان نفقتهم الواجبة، بل المراد الرضا بالميسور، والصرف بقدر المدخل، فإنْ كنتَ ذا يَسارٍ فوسّع على عيالك في النفقة والكسوة إلى حدّ لا يؤدّي إلى الإسراف والتبذير المحرَّمين، وخُذْ بالاقتصاد المطلوب في جميع الأمور، حتّى لا تُعَدّ من أهل الدناءة والخسة، ولا من أهل السرف والتبذير، وإنْ كنت من أهل الإعسار فاقنع بالميسور، وارضَ بالمقدّر، ولا تكشف لأحد سِرَّك، ولا تُظهر فقرك، فإنّ الناس عبيد الدنيا، فإذا اطّلعوا على فقرك استصغروك وأهانوك واستذلّوك، ولقد أجاد من قال:


    خيارُ الناس مَن لزمَ القناعه..........ولم يكشفْ لمخلوقٍ قِناعه

    أفادتنا القناعةُ كلَّ عزٍّ .............ولا عزٌّ أعزّ من القناعه



    اميره الورد
    اميره الورد


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 56213
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/01/2009

    ايقونه رد: الصبر والشكر والرضا

    مُساهمة من طرف اميره الورد الأحد ديسمبر 06, 2009 1:33 am

    ولقد جرّبْتُ بُنيّ ـ صان الله تعالى ماء وجهك ـ فوجدت أنّ الكشف للمخلوق يزيد في الإعسار، ويورث الذلّ والصَّغار، ويُغضب المِلك الجبّار. فإيّاك وأن تكشف لمخلوقٍ سرّك وعسرك استعاءاً منه واستعطافاً، فإنّ الرزق مقدَّر مقسوم(73)، قَسَّمَه حكيم على حسب حكمته واستصلاحه، ولا يزيد ببذل ماء الوجه، ولا ينقص بالعفّة والتعزز(74)، بل قد يكون الكشف للمخلوق شكايةً من قاسم الأرزاق، فيؤدّي إلى غضبه في الدنيا بزيادة الإعسار، وفي الآخرة بعذاب النّار.
    ويُرشدك إلى ذلك الأخبار؛ وكفاك منها قولُه جلّ شأنه في الحديث القدسي: « وعزّتي وجلالي، لأقطعنَّ أملَ كلّ مؤمِّلٍ يؤمّلُ غيري باليأس، ولأكسونَّه ثوبَ المذلّة في الناس، ولأُبعِدَنَّه من فَرَجي وفضلي »(75). ومنها:

    الحياء
    فإنّه من الصفات الحميدة والأخلاق المحمودة في الدّنيا والآخرة، حتّى ورد عنهم عليهم السّلام: « إنّ الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة »(76). وأنّ: « الحياء والإيمان مقرونان، فإذا ذَهَب أحدُهما تبعه صاحبه »(77). وأنه «لا إيمان لمن لا حَياء له»(78). وأنّ: « أربعاً مَنْ كنَّ فيه وكان من قَرْنه إلى قدمه ذنوباً بدَّلها الله تعالى حسنات: الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر »(79).
    وفي خبر آخر: « أداء الأمانة » بدل: « الشكر »(80). ومنها:


    حسن الخُلق

    فعليك بُنيّ ـ أحسن الله تعالى إليك ـ به، فإنّ فيه فوائد عظيمة في الدارَين. وكفى في فضله مدح الله جلّ شأنه لأشرف المرسلين صلّى الله عليه وآله به(81).
    وقد ورد أنّه « نصف الدِّين »(82)، و « أفضل ما أُعطيَ المرء »(83)، وأنّه « ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل منه »(84)، وأنّ « لصاحبه أجر الصائم القائم »(85)، و « أجر المجاهد في سبيل الله »(86)، وأنّه « يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد »(87)، وأنه « يُذيب الذنوب كما يذيب الماءُ الملح »(88)، وأن «أكثر ما تلج به هذه الأُمّة الجنّة تقوى الله، وحُسن الخُلق»(89)، و « انّ الله تعالى ليستحي يوم القيامة من أن يطعم لحم حَسَن الخلق النار »(90)، وأنه «يزيد العمر»(91)، حتّى ورد الأمر بحُسن الخُلق في مجالسة اليهودي أيضاً(92).
    وقد وجدتُ ـ بُنيّ ـ مِن حسن الخلق آثاراً غريبة، ولله دَرُّه عليه أفضل الصلاة والسّلام في قوله: «إنكم لن تسَعُوا الناس بأموالكم، فسَعُوهم ببسطِ الوجه، وحُسن الخُلق»(93).
    وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: « حسّن مع جميع الناس خلقك، حتى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك، وقالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الّذين يقال عند موتهم: الحمد لله ربّ العالمين »(94).
    وسئل الصادق عليه السّلام عن حدّ حُسن الخُلق، فقال عليه السّلام: « تُلين جانبك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببِشْر حسن »(95).
    وعنه عليه السّلام أيضاً: « إنّ حسن الخلق مع المؤمنين هو بسط الوجه والبشرة لهم، ومع المخالف التكلّم بالمداراة لاستجذابه إلى الإيمان، ومع اليأس من إيمانه فكَفّ شرّه عن النفس وإخوانه المؤمنين ».
    وقال عليه السّلام: «إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه»(96).
    وإيّاك بُنيّ وسوء الخُلق، سيّما مع الأهل والعيال، وقد ورد « انّ سوء الخُلق في النّار لا محالة »(97)، وأنّه يفسد الإيمان كما يفسد الخلُّ العسل »(98)، وأن سَعْداً شيّعه سبعون ألف مَلَك ومع ذلك أصابته ضمّة القبر لسوء خلقه في أهله. ومنها:


    الحلم والعفو
    فعليك بُنيّ بهما، فإنّ أهلهما يَدخلون الجنّة بغير حساب، وكفاهما شرفاً أنّهما مما وصف الله سبحانه بهما نفسه، وقصص الأنبياء والأوصياء عليهم السّلام في الحلم كثيرة ليس هنا محلّ ذكرها. وقد ورد أنّ الرجل لا يكون عابداً حتّى يكون حليماً، وأنّ الله يُحبّ الحليم(99)، وأنّ الحلم من صفات المؤمن، وأنّ مَن كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه ملأ الله تعالى قلبه يوم القيامة رضاً وأمناً وإيماناً(100)، ودعاه على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره في أيّ حور العين شاء أخذ منهن، وأعطاه أجر شهيد، وأنّه ما من جرعة يتجرّعها العبد أحبّ إلى الله تعالى من جُرعة غيظ يتجرّعها عند تردّدها في قلبه، إمّا بصبرٍ وإمّا بحلم(101)، وأنّه ما مِن عبدٍ كَظَم غيظاً إلاّ زاده الله عزّوجلّ عزّاً في الدّنيا والآخرة، وإذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأوّلين والآخرين في صَعيد واحد، ثم ينادي منادٍ: أين أهل الفضل ؟ قال: فيقوم عُنُق من الناس فتلقّتهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم ؟ فيقولون: كنّا نَصِل مَن قطعنا، ونعطي مَن حرمنا، ونعفو عمّن ظلمنا. فيقال لهم: صدقتم.. اُدخلوا الجنّة بغير حساب(102). وأنّ العفو زكاة الظفر(103)، وأنّ أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأن العفو لا يزيد العبد إلاّ عزاً، فاعفوا يعزّكم الله.
    فعليك بُنيّ بالعفو عمّن ظلمك، حتّى يعفو عنك مَن ظلمتَه بمخالفته تعالى شأنه، وتنال الرتب العالية المذكورة.
    وإيّاك بُنيّ ثمّ إيّاك والغضب؛ فإنّه يكشف عن ضعف عقيدة المغضب، وقد ورد أنّ الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلُّ ـ أو الصبر ـ العسل؛ وأنه أحد أركان الكفر، فإنّ أركانه أربعة: الرغبة، والرهبة، والسخط، والغضب، وأنّ «الغضب مفتاح كلّ شرّ»(104)، و « محق لقلب الحكيم »(105)، و «مَنْ لم يملك غضبه لم يملك عقله»(106)، وإن إبليس قال: الغضب رهقي ومصيادي، وبه أصدّ خيار الخلق عن الجنّة وطريقها(107).
    وقد ذكروا للغضب مسكِّنات:
    فمنها: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
    ومنها: ذِكر الله سبحانه؛ فقد ورد أنّه مكتوب في التوراة: « يا بن آدم! اذكُرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظُلمتَ بمظلمة فارضَ بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك »(108).
    ومنها: إن كان قائماً فليجلس، وإن كان قاعداً فليضطجع أو ليقم.
    ومنها: تغيير المكان، فإنّ الشيطان قال لموسى عليه السّلام في تضاعيف نصائحه: إذا استولى عليك الغضب فغيِّر مكانك، وإلاّ ألقيتُك في الفتنة(109).
    ومنها: أن يتوضّأ ويغسل بالماء البارد.
    ومنها: أن يمسّ المغضوب عليه جسد المغضب إنْ كان بينهما رحميّة، فإنّ الرحم إذا مُسّت سكنت(110).
    ومنها: شرب الماء.
    ومنها: أكل الزبيب؛ فإنّه يطفئ الغضب.
    ومنها: أن يقول: « اللّهم أذهِب عنّي غيظ قلبي، واغفر لي ذنبي، وأجِرني من مُضلاّت الفتن، أسالك برضاك وأعوذ بك من سخطك، أسألك جنّتك وأعوذ بك من نارك، أسألك الخير كلّه وأعوذ بك من الشرّ كلّه. اللّهم ثبّتني على الهدى والصواب، واجعلني راضياً مرضيّاً غير ضالٍّ ولا مُضِلّ »(111).
    وقد ورد أنّ: مَن كفّ غضبه عن الناس أقاله الله نفسه يوم القيامة، وسَترَ الله عورته، وأنّ له الجنة(112). ومنها

    الإنصاف والمروّة
    فعليك بهما.. وإيّاكَ وتركهما، فإنّهما من المُنجيات، وأنّ تركهما من المهلكات.
    وورد أنّ: مَن لا مروّة له لا دين له(113)، وأنّ أشدّ ما فَرَض الله على خلقه إنصاف الناس من النفس (114). والإنصاف أن ترضى للناس وتُحبّ لهم ما تحبّ وترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك. ومنها:
    الوفاء بالوعد
    فعليك بُنيّ ـ وفى الله تعالى بعهده فيك ـ إذا وعدت بشيء أن تفي به، لورود الأوامر الأكيدة في الكتاب والسنّة به.
    ففي الكتاب المجيد: « أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنّ العَهْدَ كَانَ مَسْؤُوْلاً »(115).
    وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليفِ إذا وعد »(116). وعن الصادق عليه السّلام: « إنّ عِدَة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخُلْف الله بدأ، ولمقته تعرّض » (117).
    وكفاه عِظماً أنّ الله تعالى مدح نبيّه إسماعيل عليه السّلام بصِدق الوعد(118). ولو لم يكن في ذمّ تركه إلاّ قوله تعالى: « يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ »(119) لكفى.
    وقد ورد أنّ إسماعيل عليه السّلام وَعَدَ رجلاً أن ينتظره في مكان ونسي الرجل فانتظره سنة في ذلك المكان حتّى أتاه الرجل(120).
    وزاد في خبر آخر: « إنّ الشمس اشتدّت عليه فلم ينتقل إلى الظّل خوفاً من الخُلف ».
    وفي خبر ثالث: « إنّ قُوته في المكان الموعود كان جلد الشجر ولم يتيسّر له غيره ».
    فكن بُنيّ ـ غفر الله لك ـ في الوفاء بالوعد كذلك، وإنْ لم تقدر على ذلك فكُن ما يقرب منه.
    وإيّاك بُنيّ وأنْ تَعِد بما لا تعلم بقدرتك على الوفاء به، فإنّ خلف الوعد يشين الرجل، ولقد أجاد مَن قال:


    حَسَنٌ قبل ( نعمْ ) قولك ( لا )........وقبيح قول ( لا ) بعد ( نَعَمْ )

    إنّ ( لا ) بعد ( نعم ) فاحشة.....فَبِـ ( لا ) فابدأ إذا خِفتَ الندمْ


    ومنها:السخاء

    فعليك بُنيّ به، فإنه محمود العاقبة في الدنيا والآخرة، وإنّ السخيّ عزيز في الدارين، والبخيل ذليل في الدارين. وكفاك في شرف السخاء أنّ حاتم لسخائه لا تؤثّر فيه نار جهنّم وإن كان فيها.
    واعلم بُنيّ أنّ البخل سواد الوجه في الدّارين(121)، ولكن لا تنس قوله تعالى: « ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْط فَتَقْعُدَ مَلُوْماً مَحْسُوراً »(122)، فعليك بالقصد فيه والتوسّط، فإنّ خير الأمور أوسَطُها.

    اميره الورد
    اميره الورد


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 56213
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/01/2009

    ايقونه رد: الصبر والشكر والرضا

    مُساهمة من طرف اميره الورد الأحد ديسمبر 06, 2009 1:46 am

    الفصل الثالث
    في جملة أخرى من الوصايا المتفرقة
    أوصيك بُنيّ ـ وفّقك الله تعالى لكلّ خير وجنّبك من كلّ سوء وشرّ ـ بإخراج حُبّ الدنيا عن قلبك، فإنه سُمّ ناقع، وداء مهلك، وقائدك إلى النّار، ومبعّدك عن نَيل ألطاف الملك الجبّار.
    وطريق إخراج حبّها عن قلبك؛ أن تتفكّر في أنّها لو كانت جيدة حسنة لاختارها أكملُ العقلاء ـ وهم الأنبياء صلوات الله عليهم والأئمّة عليهم السّلام ـ ولَمَا فرّوا منها فرارنا من الأسد، ولَما أكَّدوا التوصية بالفرار منها(123).
    وقد ذَمّ الله حبّ الدنيا في آيات عديدة، وفُسِّرت في الأخبار بما يوضحها، مثل قوله جلّ شأنه: « زُيِّنَ لِلَّذِيْنَ كَفَرُوْا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا » حَسُنتْ في أعينهم، وأُشربتْ محبّتها في قلوبهم حتّى تهالكوا عليها « وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِيْنَ آمَنُوا » من فقراء المؤمنين الذين لا حَظَّ لهم منها « وَالِّذِيْنَ اتَّقَوا » من المؤمنين « فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »(124)؛ لأنّهم في علِّيّين في الكرامة، وهم في سِجّين، وفي الندامة(125).
    وتواترت الأخبار بذمِّها، والتحذير من حبِّها، حتّى ورد أن حبّ الدنيا يُنسي الآخرة، وأنّ في طلبها إضراراً بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضراراً بها، فانظر إلى أحقرهما، وهوِّن عليك الإضرار به، وأنّهما ضَرَّتان لا تجتمعان، أو هما كالمشرق والمغرب، فبقدر ما تقترب من إحداهما تبتعد من الأُخرى، وهما كالماء والنار لا تجتمعان.
    بل التأمّل الصادق يُرشدك إلى أنّ حبّ الدنيا بمنزلة الشِّرك، لأنّ حبّها يكشف عن عدم اليقين بالآخرة، وعدم الاطمئنان بما ورد في الكتاب والسُنّة، وإلاّ لم يكن يُعقَل حبّها بعد ما ورد من مضادّتها للآخرة.
    فعليك بُنيّ بالزهد فيها بترك حرامها خوفاً من العقاب، وشُبُهاتها حذراً من العتاب، بل حلالها مهما أمكن فراراً من الحساب، وترك مشتهيات النفس إلاّ ما كان له رجحان شرعاً كالنكاح.
    واجعل نفسك قانعة بكلّ ما يتيسّر من المأكول، وكلّ ما يتسهّل من الملبوس.
    واجعل همّك في آخرتك، فإنّك إنْ زهدتَ في الدنيا وفرغتْ نفسك من قيودها، نلتَ راحة الدنيا، ولذّة الآخرة.
    وليس الزهد فيها هو الالتزام بعدم الأكل والشرب واللبس، بل الرضا بالمقسوم منها، والاقتصاد وعدم الإسراف عند االسعة. وقد ورد عن مولانا الصادق عليه السّلام أنّه: « ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا تحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثقَ منك بما عند الله عزّوجلّ »(126).
    وعن أمير المؤمنين عليه السّلام: « إنّ الزهد في الدنيا قِصر الأمل، وشكر كلّ نعمة، والورع عن كل ما حرّم الله عزّوجلّ »(127).
    وعليك بُنيّ بالتوسّل بالنبيّ وآله صلّى الله عليه وآله، فإنّي قد استقصيت الأخبار فوجدتُ أنّه ما تاب الله على نبيّ من أنبيائه ـ ممّا صدر منه من الزلّة ـ إلاّ بالتوسّل بهم.
    وقد ورد(128) أن: « الله تعالى لمّا خلق آدم عليه السّلام، نقل أشباح محمّد وآله المعصومين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين من ذروة العرش إلى ظهره، وكان أمره الملائكة بالسجود لآدم عليه السّلام إذ كان وعاء تلك الأشباح، فكان سجودهم عُبوديّةً له تعالى وتعظيماً لمحمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وطاعةً لآدم عليه السّلام، وأنه قال الله تعالى لآدم عليه السّلام لمّا سأله عنهم: « إنّ هؤلاء خيار خليقتي، وكرام بريّتي، بهم آخذ وبهم أعطي، وبهم أعاقب وبهم أُثيب، فتوسّل بهم إليّ ـ يا آدم ـ وإذا دَهَتْكَ داهية فاجعلهم لي شفعاءك، فإنّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أنْ لا أُخيّب بهم آملاً، ولا أرُدَّ بهم سائلاً »، فلذلك حين زلّت منه الخطيئة دعا اللهَ عزّوجلّ بهم فتاب تعالى عليه وغفر له.
    وكذلك من بعده يقعوب(129)، ويوسف(130)، وغيرهما(131)، ولم ينجُ منهم ناجٍ إلاّ بالتوسّل بهؤلاء الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
    وعليك بُنيّ بإقامة عزاء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام في كلّ يوم ولَيلة مرة حسب مقدورك، حتّى أنّه إن لم يتيسّر لك مؤنتها، ولم تقدر إلاّ على قراءة كتاب التعزية لعيالك في اليوم والليلة مرّة فافْعَل، فإنه عزيز الله تعالى، لوصوله في الإطاعة إلى درجة تفرّد بها، فبذل نفسه وماله وعياله كلّها في سبيله تعالى، وفي التوسّل به خير الدارَين، وفوز النشأتَين(132).
    وعليك بُنيّ بزيارته عليه السّلام في كلّ يوم من بُعدٍ مرّة، والمضيّ إليه في كل شهر مرة، ولا أقلّ من زيارته في الوقفات السَّبع(133). وإنْ كنت في بلدة بعيدة، ففي السنة مرة(134). فإنّ مَن لاحظ الأخبار، وواظب على ما ذكرتُ ورأى ما رأيته من الآثار، لم يترك ما ذكرتُه لك. ولقد شاهدتُ من زيارته وإقامة عزائه عليه السّلام كرامات تبهر العقول، وأقلّ ما وجدته منها أنه لم يتّفق لي أنّي زرته إلاّ ووجدت فرَجاً من أمري، وسعة في رزقي، وما عند الله تعالى خير وأبقى(135).
    وعليك بُنيّ ـ وفّقك الله تعالى لما يحبّ ويرضى، ومَنَّ عليك بالعمر الطبيعي ـ بإكرام الشيوخ والعجائز، فإنّ الله تعالى يدفع بهم البلاء عن عباده. وإيّاك وإسخاطهم، ولقد وجدتُ من ذلك ما لا يسعني نقله.
    وعليك بُنيّ بالتناهي في إكرام الوالدين، والبرّ بهما، فإنه من أعظم ما ورد التأكيد به في الكتاب والسنة. وايّاك والمسامحة في ذلك، وقد روي عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: « إنّ يوسف عليه السّلام لمّا قدم عليه الشيخ يعقوب عليه السّلام دخله عزّ الملك، فلم ينزل إليه من مركبه، فهبط إليه جبرئيل عليه السّلام فقال: «يا يوسف! ابسط راحتك» فبسط، فخرج منها نور ساطع، فصار في جوّ السماء، فقال يوسف عليه السّلام: «يا جبرئيل! ما هذا النور الذي خرج من راحتي ؟ » فقال: « نُزعت النبوّة من عَقِبك، عقوبةً لمّا لم تنزل إلى الشيخ يعقوب عليه السّلام، فلا يكون في عقبك نبيّ »(136).


    الحثّ على إكرام الفقهاء
    وعليك بُنيّ بإكرام العاملين من الفقهاء رضوان الله عليهم، فإنّهم أعلام الدين، وأمناء الشرع المبين، وهم نُوَّاب وليّ العصر عجّل الله تعالى فَرَجه وجعلنا من كلّ مكروه فداه، وهم هداة الخلق(137).
    وأما مَنْ لم يعمل منهم بما عَلِم، ففُرَّ منه فرارك من الأسد، فإنّه ليس بعالم بنصّ الإمام عليه السّلام(138)، وإنّه أضرّ على هذا الدين من جيش يزيد بن معاوية عليه اللّعنة والهاوية(139).

    لزوم إكرام الذريّة الطاهرة
    وعليك بُنيّ بإكرام الذريّة الطاهرة: ذرّية عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما. وإنّ مودّتهم من الفرائض اللاّزمة، لأنّها جُعِلت ـ بنصّ الكتاب ـ أجرَ الرسالة المقدّسة(140). فأكرِمْهم حَدَّ مقدورك تُرضي بذلك الله تعالى ورسولَه صلّى الله عليه وآله، وتكسب بذلك خير الدنيا والآخرة(141).
    ولا تُقْصر إكرامك على خِيارهم، لأنّهم ليسوا كالفقهاء يُسلَب عنهم المنصب بعدم العمل، وإنّما الثابت لهم النَسَب الغير منتفي بالعصيان، لا المنصب المنتفي بمخالفة الرحمان.
    نعم إنْ كان ترك إكرام العاصي منهم نهياً فعليّاً له عن المنكر، كان مقتضى القاعدة لزوم الترك من تلك الجهة، وإنْ كان ما نُقل من قضية أحمد بن إسحاق الأشعري مع الحسين بن الحسن الفاطميّ(142) يأبى عن ذلك أيضاً، فالأولى الإكرام صورةً والنهي في الخَلوة.
    ولا أُلزمك بإكرام غير الفاطميّ من الهاشمين ـ كالعَقيليّة والعَباسيّة ـ ؛ لأنّهم ـ وإنْ كانوا شُرَفاء نَسَباً ـ إلاّ أن إكرامهم ومودّتهم لم تُجعَل أجراً للرسالة.
    وكذلك لا أُلزِمك بإكرام داخل النسب؛ بل ينبغي الاجتناب من إكرامه عند تبيّن فساد نِسبته، والتوقّف عند الشبهة.
    نعم أُلزمك بإكرام المنتسِب شرعاً بالأُمّ كالمنتسب بالأب، لأن ابن البنت ابنٌ حقيقةً في جميع الآثار الشرعيّة. ولذا كان الحَسَنان عليهما السّلام ابنَي رسول الله صلّى الله عليه وآله حقيقة، خلافاً لعمر، فكما أنهما ابناه صلّى الله عليه وآله، فكذا المنتسب اليوم بأمّه إليه صلّى الله عليه وآله ابنه حقيقةً، وإنْ كان لا يحلّ له الخُمس، لخصوص مُرسَلِ حماد بن عيسى عن العبد الصالح عليه السّلام(143).


    صلة الرحم
    وعليك بُنيّ بصِلة الرَّحِم، فإنّها تُطيل العمر، وتُوسِّع الرزق، وتُرضي الرّب، وتنفع في الدنيا والآخرة. فَصِلْ حتّى القاطعَ منهم، ممتثلاً لقول أمير المؤمنين عليه السّلام: « صِلُوا أرحام مَن قطعكم، وعُودوا بالفضل على مَنْ حرمكم.. »(144).
    بل صلة القاطع ـ بُنيّ ـ أقرب إلى القربة، وأبعد عن متابعة النفس الأَمّارة.


    إيّاك وقطعَ الرَّحِم
    وإيّاك ثمّ إيّاك وقطع الرحم، فإنّ الرحم معلّقة يوم القيامة بالعرش تقول: « اللّهم صِلْ مَنْ وَصَلَني، واقطعْ مَنْ قطعني »(145).
    ولقد وجدتُ منْ صلة الرحم ـ سيّما صلة القاطع منهم ـ آثاراً غريبة، وفؤائد عظيمة عجيبة، فعليك بها.. وعليك بها، وإيّاك والمسامحة فيها.
    وعليك بُنيّ بمراعاة حال المضطرّين من الشيعة ـ سيّما الأرحام والجيران ـ تنال بذلك عزّ الدنيا والآخرة وفخرهما، وتحفظ نفسك بذلك من صدماتهما، وتُرْضي بذلك الربّ العطوف.
    وقد روى مولانا الصادق عليه السّلام أنّ يعقوب عليه السّلام، إنّما ابتُلي بيوسف عليه السّلام، إذ ذبح كبشاً سميناً ورَجلٌ مِن أصحابه محتاج لم يجد ما يُفطر عليه، فأغفله ولم يطعمه فابتُلي بيوسف عليه السّلام » (146).

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 12:07 pm