[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تثبيت الأقدام بماء ولاية أهل البيت عليهم السلام
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)(الملك/30).
موضوع البحث هو معرفة حقيقة الماء في القرآن الكريم والأحاديث المباركة، وللبحث علاقة بموضوع الطهور أيضاً وسوف نستقي ممّا أعدّ لنا الإمام الخميني قدِّس سرُّه من حقائق ومعلومات في هذا المجال.
قبل أن نبدأ في صلب الحديث نستعرض عدداً من الآيات المتعلِّقة بالماء:
*الآية الأولى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)(الأنبياء/30). والجعل هنا يعني الخلق فبالماء خلقت الكائنات الحيَّة ولذا صار الماء كناية عن الحياة.
*الآية الثانية: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(النور/45).
وهو شاهد على كون الجعل في الآية الأولى بمعنى الخلق.
*الآية الثالثةوَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ...)(هود/7). وفي موطن آخر يقول (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(طه/5). ويقول أيضاً (الرَّحْمَنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(الرحمن/1-4).
وقد ورد في الحديث: (قلب المؤمن عرش الرحمن) وفي الحديث القدسي (لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن).(السلام عليك يا عين الحياة السلام عليك يا سفينة النجاة)
أوَّل ما خلق الله
سؤال يطرح نفسه دائماً حول أوّل ما خلق الله سبحانه وتعالى ما هو؟ والإجابة على هذا السؤال تتطلَّب ملاحظة الآيات المباركة و الأحاديث الشريفة كجهة مفسِّرة للقرآن .
أوّل ما خلق الله
الأحاديث في أول ما خلق الله كثيرة كلُّها ترجع إلى شيءٍ واحد:
1- "عن النبي صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري ." " أول ما خلق الله النور"
2- "عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أول ما خلق الله العقل ." و أن الله عز وجل لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، فقال تعالى : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أكرم علي منك ، بك أثيب وبك أعاقب ، وبك آخذ وبك أعطي .
3- قال ابن عباس : أول ما خلق الله القلم
4-عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن أول ما خلق الله عزوجل ، قال : إن أول ما خلق الله عز وجل ما خلق منه كل شيء ، قلت : جعلت فداك وما هو ؟ قال: الماء
"روى عن ابن عباس وغيره أن أول ما خلق الله عزوجل الماء فكان عرشه عليه"
الجمع بين الأحاديث
لو تأملنا في الأحاديث للاحظناها كلها تؤول إلى حقيقة واحدة وهي أنّ أول ما خلق الله هو:
"نور نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم"
ومن خلاله تنوَّر الكون ، ولذلك جاء في توصيف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)(الأحزاب/46). و هو نفس التعبير الوارد في قوله (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا)(الفرقان/61).
فالحديث الأوّل أعني أن أول ما خلق الله هو النور يشير إلى نور النبي الأكرم فيجتمع مع قوله أول ما خلق الله نوري ، فكما أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، العقل أيضاً هو نور من خلاله يتنور الإنسان بنفسه وينوِّر الآخرين ، وعليه يمكن الجمع بين تلك الأحاديث وبين قوله أول ما خلق الله العقل حيث أن العقل بمعنى الكلمة هو الإنسان الكامل وأفضل الناس هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هو الرسول ألكرم وهو عقل الكل فهو أوّل ما خلق الله وقد ورد في حديث عن "على بن أبى طالب إن النبي صلى الله عليه وآله :... ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت" وقد ورد في شأنه صلى الله عليه وآله " أول النبيين ميثاقا و آخرهم مبعثا "
* القلم
أمّا القلم فلا يقصد منه القلم المتعارف في أذهاننا كما أنّ الكرسي والعرش ليس هو كما نتصور من معانٍ ماديَّة ، قال العلامة آية الله جوادي آملي حفظه الله أنّ التكريس يعني التكريس المتواجد في نظام الكون فالتكريس يعني النظم، قال تعالىوَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)(البقرة/255)
فالقلم يعني ما يكتب به الله فهو الواسطة بين الغيب والشهود ، فالغيب المطلق هو الله تعالى والشهود هو الخلق فالواسطه بينهما أي بين الخالق والمخلوق هو العقل والنور وهم محمد وآل بيت محمد ، جاء في الزيارة: (بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث).
الماء
وهو موضوع البحث يذكر الإمام الخميني الراحل حديثاً من مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام " اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم إلى الماء تقدمك إلى رحمة الله فإن الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ودليلاً على بساط خدمته ، وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير"
"ينكشف لك حقيقة نفوذ المشيئة الإلهية ومضيّها وبسطها وإحاطتها ويتحقق لك حقيقة خلق اللّه الأشياء بالمشيئة، وإن لا واسطة بين المخلوقات وخالقها، وإن فعله مشيئة وقوله وقدرته وإرادته إيجاده، وبالمشيئة ظهر الوجود. وهي اسم اللّه الأعظم . كما قال محي الدين ظهر الوجود ببسم اللّه الرحمن الرحيم، وهى الحبل المتين بين سماء الإلهية والأراضي الخلقية، والعروة الوثقى المتدلية من سماء الواحدية والمتحقق بمقامها الذي أفقه أفقها هو السبب المتصل بين الأسماء وبه فتح اللّـه وبه يختم، وهو الحقيقة المحمّدية والعلوية صلوات اللّـه عليه وخليفة اللّه على أعيان المهيات"
فليس الماء هو الماء الحسّي المتداول كيف ونرى سبحانه يقول (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)(الجن/16) رغم أننا نشاهد الكثير من الناس لا يعتقدون بالله تعالى وهو وهم يشربون أصفى المياه ، فماذا يقصد من الماء إذن؟ قد وردت أحاديث تبيِّن المقصود من الطريقة والماء ، ففي أصول الكافي بإسناده عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " قال : "يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم " لأسقيناهم ماء غدقا " يقول : لأشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة هى الإيمان بولاية على والأوصياء ".
والماء هو كناية عن الصفاء الكامل حيث لا لون له ولا طعم ولا رائحة كما أنّه يسري في كلِّ شيء بلا استثناء وقد استوعب ثلثي الكرّة الأرضية وهي الولاية التكوينية.
فكلُّ شيء حيّ هو تحت إشراف ولاية الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)(الأنبياء/30) فهم عليهم السلام مجرى الفيض الإلهي ومحال مشيئة الله وهم الرحمة الواسعة ، فحياة الموجودات تكون بالولاية (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ) يعني الولاية الإلهية (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). ولذلك نعرف السر في أدعية الوضوء حيث نقول:
" " اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه " ثم غسل يده اليمنى فقال : " اللهم أعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان بيساري ، وحاسبني حسابا يسيرا " الجدير بالذكر أنه ورد بالنسبة إلى غلام الإمام الحسين :
"فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال : اللهم بيض وجهه ، وطيب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد"
فالرحمة الواسعة الإلهيَّة هي على الماء (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) والعرش كناية عن السعة في الوجود وهو أيضاً قلب المؤمن ومن هنا تعرف السرّ في أن الولاية مرتبطة بالقلب ومن هنا يمكنك أن تجمع بين الآيات الكثيرة وهي قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) وقوله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ). وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقد ورد في فضل الشيعة " اللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا "
تثبيت القدم بماء الولاية
(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)(الأنفال/11).
قال العلامة في الميزان:
"و الآية تؤيد ما ورد أن المسلمين سبقهم المشركون إلى الماء فنزلوا على كثيب رمل، و أصبحوا محدثين و مجنبين، و أصابهم الظمأ، و وسوس إليهم الشيطان فقال: إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء، و أنتم تصلون مع الجنابة و الحدث و تسوخ أقدامكم في الرمل فأمطر عليهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة، و تطهروا به من الحدث، و تلبدت به أرضهم، و أوحلت أرض عدوهم"
لا ننكر ما ذكره العلامّة رضوان الله تعالى عليه ، ولا ننكر أنه نزل الغيث (بكم ينزِّل الغيث) وهو الظاهر من الآية ، ولكن هناك جانب آخر للآية تؤيده القرائن المحفوفة بها و هناك حديث في تبيين هذا المعنى :
"في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية في البطن " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام " فالسماء في الباطن رسول الله صلى الله عليه وآله ، والماء علي عليه السلام ، جعل الله عليا عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فذلك قوله : " ماءً ليطهركم به " [ فذلك علي يطهر الله به قلب من والاه] ، وأما قوله : " ويذهب عنكم رجز الشيطان " من والى عليا يذهب الرجز عنه ويقوي عليه " ويربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام " فانه يعني عليا ، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فيثبت على ولايته . "
ولا يخفى أنّ البعد عن ولاية أهل البيت عليهم السلام هو الابتلاء بنوعٍ من الجنابة للنفس لا يمكن تطهيرها بسبعة أبحر حسّية .
الجدير بالذكر ما ورد في زيارة عاشوراء (اللّهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود وثبَّت لي قدم صدق)
فماء الولاية هو الذي يقوّي قلوب شيعة محمد وآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الماء المعين
قال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا)(الملك/30)
الآية لا تتحدَّث عن مطلق الماء ولم تقل "أصبح الماء" بل ماؤكم وهذا يعني أنّ الماء يتعلق بجماعة خاصَّة كقوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)(الإسراء/71).
"الغور المنهبط من الأرض ، يقال غار الرجل و أغار و غارت عينه غوراً و غؤراً ، و قوله تعالى ( ماؤكم غوراً ) أي غائراً . و قال ( أو يصبح ماؤها غوراً ) و الغار في الجبل "
غوراً: الغائر يعني الذي لا تصل له أنت، الماء مختفٍٍ وهو أحسن وأنظف ، الله يقول بالعكس إذا اختفى الماء فمن يأتيكم بماء معين؟
ماء معين: وهو الماء الذي يرى بالعين ومن الواضح أنّ الماء الغائر الذي لا يرى بالعين هو أفضل من الطافح ، فماذا تعني هذه الآية إذن ؟ قد فسَّر أئمتنا عليهم السلام هذه الآية المباركة وإليك حديثين :
1-(عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال : ان أرايتم ان اصبح امامكم غائبا فمن يأتيكم بامام مثله)
2-(وبإسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " قل أرايتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال : هذه نزلت في الإمام القائم يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لاتدرون أين هو ؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماوات والأرض وحلال الله وحرامه ، ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تأويل هذه)
3-(في عيون الأخبار من الأخبار المنثورة بإسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : لابد من فتنة صماء صيلم (الداهية الشديدة والصيلم : الأمر الشديد ) تسقط فيها كل بطانة و وليجة (بطانة الرجل ووليجته خاصته ) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدى يبكى عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرى وحران (أي امرأة حزينة ورجل : حزين ) وكل حزين لهفان ، ثم قال : بأبى وأمى سمى شبيهى وشبيه موسى بن عمران عليه السلام ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس ، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين ، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين)
البئر المعطّلة
قال تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(الحج/45)
*"في أصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى : " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال : البئر المعطلة الإمام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق "
*"وبإسناده إلى عبدالله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل أنه قال : أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد ، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك . "
العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه قد أفرد باباً سمّاه: أنهم عليهم السلام الماء المعين. والبئر المعطلة والقصر المشيد وتأويل السحاب والمطر والظل والفواكه وسائر المنافع بعلمهم وبركتهم عليهم السلام."
والحاصل :
أنّ حياة كلّ شيء بالولاية قال تعالى وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا*لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا)(الفرقان/49) (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأنعام/122).
في أصول الكافى ..يونس عن بريد قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا) فقال ميتا لايعرف شيئا (يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) إماماً يؤتم به (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) قال : الذى لايعرف الامام .
تثبيت الأقدام بماء ولاية أهل البيت عليهم السلام
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)(الملك/30).
موضوع البحث هو معرفة حقيقة الماء في القرآن الكريم والأحاديث المباركة، وللبحث علاقة بموضوع الطهور أيضاً وسوف نستقي ممّا أعدّ لنا الإمام الخميني قدِّس سرُّه من حقائق ومعلومات في هذا المجال.
قبل أن نبدأ في صلب الحديث نستعرض عدداً من الآيات المتعلِّقة بالماء:
*الآية الأولى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)(الأنبياء/30). والجعل هنا يعني الخلق فبالماء خلقت الكائنات الحيَّة ولذا صار الماء كناية عن الحياة.
*الآية الثانية: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(النور/45).
وهو شاهد على كون الجعل في الآية الأولى بمعنى الخلق.
*الآية الثالثةوَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ...)(هود/7). وفي موطن آخر يقول (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(طه/5). ويقول أيضاً (الرَّحْمَنُ*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(الرحمن/1-4).
وقد ورد في الحديث: (قلب المؤمن عرش الرحمن) وفي الحديث القدسي (لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن).(السلام عليك يا عين الحياة السلام عليك يا سفينة النجاة)
أوَّل ما خلق الله
سؤال يطرح نفسه دائماً حول أوّل ما خلق الله سبحانه وتعالى ما هو؟ والإجابة على هذا السؤال تتطلَّب ملاحظة الآيات المباركة و الأحاديث الشريفة كجهة مفسِّرة للقرآن .
أوّل ما خلق الله
الأحاديث في أول ما خلق الله كثيرة كلُّها ترجع إلى شيءٍ واحد:
1- "عن النبي صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري ." " أول ما خلق الله النور"
2- "عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أول ما خلق الله العقل ." و أن الله عز وجل لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، فقال تعالى : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أكرم علي منك ، بك أثيب وبك أعاقب ، وبك آخذ وبك أعطي .
3- قال ابن عباس : أول ما خلق الله القلم
4-عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن أول ما خلق الله عزوجل ، قال : إن أول ما خلق الله عز وجل ما خلق منه كل شيء ، قلت : جعلت فداك وما هو ؟ قال: الماء
"روى عن ابن عباس وغيره أن أول ما خلق الله عزوجل الماء فكان عرشه عليه"
الجمع بين الأحاديث
لو تأملنا في الأحاديث للاحظناها كلها تؤول إلى حقيقة واحدة وهي أنّ أول ما خلق الله هو:
"نور نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم"
ومن خلاله تنوَّر الكون ، ولذلك جاء في توصيف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)(الأحزاب/46). و هو نفس التعبير الوارد في قوله (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا)(الفرقان/61).
فالحديث الأوّل أعني أن أول ما خلق الله هو النور يشير إلى نور النبي الأكرم فيجتمع مع قوله أول ما خلق الله نوري ، فكما أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، العقل أيضاً هو نور من خلاله يتنور الإنسان بنفسه وينوِّر الآخرين ، وعليه يمكن الجمع بين تلك الأحاديث وبين قوله أول ما خلق الله العقل حيث أن العقل بمعنى الكلمة هو الإنسان الكامل وأفضل الناس هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هو الرسول ألكرم وهو عقل الكل فهو أوّل ما خلق الله وقد ورد في حديث عن "على بن أبى طالب إن النبي صلى الله عليه وآله :... ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت" وقد ورد في شأنه صلى الله عليه وآله " أول النبيين ميثاقا و آخرهم مبعثا "
* القلم
أمّا القلم فلا يقصد منه القلم المتعارف في أذهاننا كما أنّ الكرسي والعرش ليس هو كما نتصور من معانٍ ماديَّة ، قال العلامة آية الله جوادي آملي حفظه الله أنّ التكريس يعني التكريس المتواجد في نظام الكون فالتكريس يعني النظم، قال تعالىوَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)(البقرة/255)
فالقلم يعني ما يكتب به الله فهو الواسطة بين الغيب والشهود ، فالغيب المطلق هو الله تعالى والشهود هو الخلق فالواسطه بينهما أي بين الخالق والمخلوق هو العقل والنور وهم محمد وآل بيت محمد ، جاء في الزيارة: (بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث).
الماء
وهو موضوع البحث يذكر الإمام الخميني الراحل حديثاً من مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام " اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم إلى الماء تقدمك إلى رحمة الله فإن الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ودليلاً على بساط خدمته ، وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير"
"ينكشف لك حقيقة نفوذ المشيئة الإلهية ومضيّها وبسطها وإحاطتها ويتحقق لك حقيقة خلق اللّه الأشياء بالمشيئة، وإن لا واسطة بين المخلوقات وخالقها، وإن فعله مشيئة وقوله وقدرته وإرادته إيجاده، وبالمشيئة ظهر الوجود. وهي اسم اللّه الأعظم . كما قال محي الدين ظهر الوجود ببسم اللّه الرحمن الرحيم، وهى الحبل المتين بين سماء الإلهية والأراضي الخلقية، والعروة الوثقى المتدلية من سماء الواحدية والمتحقق بمقامها الذي أفقه أفقها هو السبب المتصل بين الأسماء وبه فتح اللّـه وبه يختم، وهو الحقيقة المحمّدية والعلوية صلوات اللّـه عليه وخليفة اللّه على أعيان المهيات"
فليس الماء هو الماء الحسّي المتداول كيف ونرى سبحانه يقول (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)(الجن/16) رغم أننا نشاهد الكثير من الناس لا يعتقدون بالله تعالى وهو وهم يشربون أصفى المياه ، فماذا يقصد من الماء إذن؟ قد وردت أحاديث تبيِّن المقصود من الطريقة والماء ، ففي أصول الكافي بإسناده عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله : " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " قال : "يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم " لأسقيناهم ماء غدقا " يقول : لأشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة هى الإيمان بولاية على والأوصياء ".
والماء هو كناية عن الصفاء الكامل حيث لا لون له ولا طعم ولا رائحة كما أنّه يسري في كلِّ شيء بلا استثناء وقد استوعب ثلثي الكرّة الأرضية وهي الولاية التكوينية.
فكلُّ شيء حيّ هو تحت إشراف ولاية الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)(الأنبياء/30) فهم عليهم السلام مجرى الفيض الإلهي ومحال مشيئة الله وهم الرحمة الواسعة ، فحياة الموجودات تكون بالولاية (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ) يعني الولاية الإلهية (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). ولذلك نعرف السر في أدعية الوضوء حيث نقول:
" " اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه " ثم غسل يده اليمنى فقال : " اللهم أعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان بيساري ، وحاسبني حسابا يسيرا " الجدير بالذكر أنه ورد بالنسبة إلى غلام الإمام الحسين :
"فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال : اللهم بيض وجهه ، وطيب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد"
فالرحمة الواسعة الإلهيَّة هي على الماء (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) والعرش كناية عن السعة في الوجود وهو أيضاً قلب المؤمن ومن هنا تعرف السرّ في أن الولاية مرتبطة بالقلب ومن هنا يمكنك أن تجمع بين الآيات الكثيرة وهي قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) وقوله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ). وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقد ورد في فضل الشيعة " اللهم إن شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا "
تثبيت القدم بماء الولاية
(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)(الأنفال/11).
قال العلامة في الميزان:
"و الآية تؤيد ما ورد أن المسلمين سبقهم المشركون إلى الماء فنزلوا على كثيب رمل، و أصبحوا محدثين و مجنبين، و أصابهم الظمأ، و وسوس إليهم الشيطان فقال: إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء، و أنتم تصلون مع الجنابة و الحدث و تسوخ أقدامكم في الرمل فأمطر عليهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة، و تطهروا به من الحدث، و تلبدت به أرضهم، و أوحلت أرض عدوهم"
لا ننكر ما ذكره العلامّة رضوان الله تعالى عليه ، ولا ننكر أنه نزل الغيث (بكم ينزِّل الغيث) وهو الظاهر من الآية ، ولكن هناك جانب آخر للآية تؤيده القرائن المحفوفة بها و هناك حديث في تبيين هذا المعنى :
"في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن هذه الآية في البطن " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام " فالسماء في الباطن رسول الله صلى الله عليه وآله ، والماء علي عليه السلام ، جعل الله عليا عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فذلك قوله : " ماءً ليطهركم به " [ فذلك علي يطهر الله به قلب من والاه] ، وأما قوله : " ويذهب عنكم رجز الشيطان " من والى عليا يذهب الرجز عنه ويقوي عليه " ويربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام " فانه يعني عليا ، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فيثبت على ولايته . "
ولا يخفى أنّ البعد عن ولاية أهل البيت عليهم السلام هو الابتلاء بنوعٍ من الجنابة للنفس لا يمكن تطهيرها بسبعة أبحر حسّية .
الجدير بالذكر ما ورد في زيارة عاشوراء (اللّهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود وثبَّت لي قدم صدق)
فماء الولاية هو الذي يقوّي قلوب شيعة محمد وآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الماء المعين
قال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا)(الملك/30)
الآية لا تتحدَّث عن مطلق الماء ولم تقل "أصبح الماء" بل ماؤكم وهذا يعني أنّ الماء يتعلق بجماعة خاصَّة كقوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)(الإسراء/71).
"الغور المنهبط من الأرض ، يقال غار الرجل و أغار و غارت عينه غوراً و غؤراً ، و قوله تعالى ( ماؤكم غوراً ) أي غائراً . و قال ( أو يصبح ماؤها غوراً ) و الغار في الجبل "
غوراً: الغائر يعني الذي لا تصل له أنت، الماء مختفٍٍ وهو أحسن وأنظف ، الله يقول بالعكس إذا اختفى الماء فمن يأتيكم بماء معين؟
ماء معين: وهو الماء الذي يرى بالعين ومن الواضح أنّ الماء الغائر الذي لا يرى بالعين هو أفضل من الطافح ، فماذا تعني هذه الآية إذن ؟ قد فسَّر أئمتنا عليهم السلام هذه الآية المباركة وإليك حديثين :
1-(عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال : ان أرايتم ان اصبح امامكم غائبا فمن يأتيكم بامام مثله)
2-(وبإسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " قل أرايتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال : هذه نزلت في الإمام القائم يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لاتدرون أين هو ؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماوات والأرض وحلال الله وحرامه ، ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تأويل هذه)
3-(في عيون الأخبار من الأخبار المنثورة بإسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال : لابد من فتنة صماء صيلم (الداهية الشديدة والصيلم : الأمر الشديد ) تسقط فيها كل بطانة و وليجة (بطانة الرجل ووليجته خاصته ) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدى يبكى عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرى وحران (أي امرأة حزينة ورجل : حزين ) وكل حزين لهفان ، ثم قال : بأبى وأمى سمى شبيهى وشبيه موسى بن عمران عليه السلام ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس ، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين ، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين)
البئر المعطّلة
قال تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(الحج/45)
*"في أصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى : " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال : البئر المعطلة الإمام الصامت ، والقصر المشيد الامام الناطق "
*"وبإسناده إلى عبدالله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل أنه قال : أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد ، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك . "
العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه قد أفرد باباً سمّاه: أنهم عليهم السلام الماء المعين. والبئر المعطلة والقصر المشيد وتأويل السحاب والمطر والظل والفواكه وسائر المنافع بعلمهم وبركتهم عليهم السلام."
والحاصل :
أنّ حياة كلّ شيء بالولاية قال تعالى وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا*لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا)(الفرقان/49) (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأنعام/122).
في أصول الكافى ..يونس عن بريد قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا) فقال ميتا لايعرف شيئا (يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) إماماً يؤتم به (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) قال : الذى لايعرف الامام .
الأحد يونيو 27, 2010 4:07 am من طرف مهدي
» فلاش عاشق الحسين ع
الأحد يونيو 27, 2010 1:17 am من طرف مهدي
» يومي المباهلة و التصدق بالخاتم و إطعام الطعام 24 و 25 من شهر ذي الحجة
الثلاثاء أبريل 27, 2010 11:43 pm من طرف مهدي
» موسوعة الصور الخيالية لأهل البيت عليهم السلام
الأحد فبراير 28, 2010 8:37 pm من طرف مهدي
» الفرق بين معنى (الحية والثعبان) ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام
السبت فبراير 27, 2010 8:13 am من طرف مهدي
» دعاء صاحب الأمر
الجمعة فبراير 26, 2010 10:05 pm من طرف مهدي
» اللهم أصلح
الجمعة فبراير 26, 2010 10:00 pm من طرف مهدي
» صلى عليك مليك السماء
الجمعة فبراير 26, 2010 9:41 pm من طرف مهدي
» دُعاء العهد
الجمعة فبراير 26, 2010 9:29 pm من طرف مهدي